تجربتي الكاملة مع الولادة الطبيعية بدون توسيع أو خياطة:
هل يمكن أن أعود كما كنت؟ وهل يلتئم الجرح بدون تدخل طبي؟
السلام عليكم
إذا كنتِ تقرئين هذا المقال، فأنتِ غالبًا في رحلة حملك، أو تقتربين من موعد ولادتك، وتشعرين بالخوف والتوتر من كلمة "الولادة".
أنا كنت مثلك تمامًا. بل أكثر. انا الان ام لثلاثة اطفال
كنت أسمع القصص المخيفة عن الشق والخياطة والتغيرات المهبلية، وكنت أظن أن جسدي لن يعود كما كان، وأنني سأفقد شيئًا من أنوثتي…
لكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا.
واليوم أشاركك تجربتي مع الولادة الطبيعية بدون توسيع، وبدون خياطة، وأجيب عن كل الأسئلة التي كنت أبحث عنها يومًا ما، حتى تطمئني أنتِ أيضًا.
هل حقًا يمكن أن تلد المرأة طبيعيًا بدون شق أو خياطة؟
نعم، وهذا ما حدث معي تمامًا.
ولدت ولادة طبيعية، بدون تدخل جراحي، وبدون "شق العجان"، وبدون خياطة.
ورجعت كما كنت… بل وشعرت بأنني أقوى. حتى انك تستطيعين الجلوس بكل سهولة ليس مثل اذا قامو بخياطتك
لكن هل هذا كان محض حظ؟
لا.
بل نتيجة تهيئة نفسية وجسدية جيدة، ودعم مناسب، ووعي بطبيعة جسدي.
كيف يمر رأس الجنين دون أن يحدث تمزق؟ أليس هذا مستحيلًا؟
هذا كان أول سؤال خطر ببالي عندما شاهدت أول فيديو توضيحي للولادة… كيف لرأس الجنين أن يعبر هذا المسار الضيق؟
والإجابة العلمية التي تعلمتها لاحقًا، كانت مذهلة:
الله سبحانه وتعالى خلق جسد المرأة بقدرة خارقة على التمدد والعودة لحالته الطبيعية.
نعم، كل شيء فينا كنساء مهيأ لهذه المهمة:
-
عنق الرحم يبدأ بالتوسع تدريجيًا.
-
المهبل يتمدد بتدرج وبمرونة شديدة.
-
عضلات الحوض تتفاعل مع كل طلق.
-
وهناك هرمون مهم جدًا يُسمى "الأوكسيتوسين" أو "هرمون الحب"، هو الذي ينظم كل هذه التغيرات.
كل هذا يحصل عندما تكونين في بيئة آمنة، مطمئنة، خالية من التوتر والخوف.
الراحة النفسية… السلاح السري في الولادة
لن تصدقي كم أن حالتك النفسية تؤثر على ولادتك!
إذا شعرتِ بالخوف، فإن الجسم يفرز هرمون "الأدرينالين"، والذي يعيق عمل هرمون "الأوكسيتوسين"، مما يُبطئ الولادة أو يجعلها مؤلمة أكثر.
أما إذا كنتِ مرتاحة، وهادئة، ومطئنة، فإن الأوكسيتوسين يزداد، وتبدأ الولادة بشكل طبيعي وسلس، ويبدأ الجسم بتهيئة قناة الولادة تدريجيًا دون الحاجة للتدخل.
هل يلتئم جرح الولادة بدون خياطة؟
كثير من النساء يسألن: "لو حصل تمزق بسيط أثناء الولادة، هل يلتئم لوحده؟"
والإجابة هي: نعم، إذا كان التمزق من الدرجة الأولى أو الثانية، وفي أماكن سطحية، فقد لا تحتاجين إلى خياطة أبدًا.
الطبيبة ستُقيّم ذلك بعد الولادة مباشرة، وإذا رأت أن الجرح بسيط، فستتركه ليلتئم بشكل طبيعي.
في حال كان الجرح أعمق، أو في منطقة العجان، فقد تُجرى خياطة دقيقة بخيوط قابلة للذوبان، وتلتئم خلال أيام دون ألم.
عنق الرحم… كيف يعرف متى يفتح؟
عنق الرحم لا يُفتح فجأة.
بل يبدأ الجسم في تليينه تدريجيًا من الشهر التاسع، استعدادًا للولادة.
ويقوم بهذه المهمة ثلاث عناصر رئيسية:
-
الانقباضات المتدرجة (الطلق الطبيعي).
-
التغيرات الهرمونية (أهمها الأوكسيتوسين).
-
بكتيريا صديقة في المهبل تساعد في ترقيق النسيج الليفي المحيط بالعنق، وتُسهّل تمدده.
والنتيجة؟
يفتح عنق الرحم حتى يصل إلى 10 سم بدون تدخل خارجي… إن أعطيناه الوقت، والظروف المناسبة.
ماذا عن شق العجان؟ وهل هو فعلاً ضروري؟
كلمة "شق العجان" أصبحت كأنها شبح في ذهن كثير من النساء.
لكنه في الحقيقة أمر نادر نسبيًا، ولا يُجرى إلا عند الضرورة، مثل:
-
ولادة طارئة.
-
جنين كبير الحجم.
-
ولادة طويلة والجنين في خطر.
لكن في الحالات الطبيعية، وخصوصًا لو كانت الأم تستعد بتمارين الحوض، وتلد في وضع مريح، فشق العجان غالبًا لا يُستخدم أبدًا.
بل يمكن تجنبه تمامًا إذا كانت المرأة تطلب ذلك من طبيبها.
هل يساعد دهن المهبل بزيت الزيتون في تجنب الخياطة أثناء الولادة؟
خلال حملي، سمعت كثيرًا عن التدليك المهبلي بزيت الزيتون في الشهر التاسع لتسهيل الولادة وتجنب التمزقات. كنت مترددة في البداية، لكن بعدما سألت الطبيبة وبحثت عن الدراسات، عرفت الحقائق التالية:
✅ الفوائد المحتملة للتدليك بزيت الزيتون:
-
زيادة مرونة أنسجة العجان، مما يقلل من خطر حدوث التمزقات.
-
تهيئة الجسم للولادة من خلال ترخية العضلات.
-
التقليل من احتمالية شق العجان والخياطة عند الولادة الطبيعية.
الأمر يشبه نوعًا من التمارين اللطيفة التي تجعل المنطقة أكثر مرونة واستعدادًا للتمدد أثناء مرور رأس الجنين.
❗هل هذا مثبت علميًا؟
الدراسات تشير إلى أن التدليك المهبلي في الشهر الأخير يقلل خطر الحاجة لشق العجان أو الخياطة، خصوصًا في الولادة الأولى.
أما الزيت المستخدم، فيجب أن يكون نقيًا وآمنًا مثل:
-
زيت الزيتون البكر.
-
زيت اللوز الحلو.
-
أو زيوت طبية مخصصة للتدليك المهبلي.
⚠️ مخاطر محتملة إذا لم يتم التدليك بشكل صحيح:
-
استخدام زيوت ملوثة أو غير معقمة قد يسبب التهابات مهبلية.
-
التدليك القوي أو العنيف قد يسبب ألم أو تمزق مبكر.
-
إدخال الزيت بعمق داخل المهبل غير منصوح به.
✅ الطريقة الصحيحة لتدليك المهبل بزيت الزيتون:
-
ابدئي من الأسبوع 34 من الحمل (الشهر التاسع تقريبًا).
-
اغسلي يديك جيدًا.
-
سخني القليل من زيت الزيتون ليصبح دافئًا (وليس ساخنًا).
-
اجلسي في وضع مريح (مثل الجلوس نصف جلسة على السرير مع ثني الركبتين).
-
ضعي الزيت على أصابعك، ثم أدخلي الإبهام بلطف في المهبل لمسافة 3-4 سم.
-
قومي بحركات ضغط لطيفة للأسفل، ثم إلى الجانبين، على شكل حرف U.
-
استمري لمدة 5-10 دقائق.
-
كرري التمرين 3-4 مرات في الأسبوع حتى الولادة.
هل يعود المهبل كما كان بعد الولادة؟
هذا السؤال مشروع جدًا.
والإجابة بكل بساطة:
نعم، يعود المهبل إلى حالته الطبيعية تدريجيًا، ويستعيد قوته ومرونته خلال أسابيع قليلة.
لكن!
ذلك يعتمد على:
-
التمارين اليومية (مثل كيجل).
-
التغذية السليمة.
-
الراحة النفسية.
-
عدم الضغط على الجسم خلال الأسابيع الأولى.
هل ولادتي كانت بدون خياطة لأن جسمي مختلف؟
كل جسم يختلف، نعم، لكن الولادة بدون خياطة ليست حكرًا على أحد.
بل هي النتيجة الطبيعية لعدة عوامل اجتمعت معًا:
-
ولادة بطيئة ولكن منتظمة.
-
التزام بالوضعيات التي تُقلل الضغط على العجان.
-
متابعة طبيبة تفهم رغباتي وتحترم جسدي.
-
الراحة النفسية، ووجود دعم حقيقي أثناء الولادة.
💡 نصائحي لكل أم حامل:
-
اعملي تمارين كيجل من الشهر السادس، فهي تقوي عضلات الحوض.
-
اقرئي كثيرًا عن الولادة الطبيعية، وعن كيفية تجنب الشق والخياطة.
-
اختاري طبيبة تحترم تفضيلاتك وتشرح لك خياراتك بصدق.
-
جهزي بيئة الولادة بحيث تكون مريحة وآمنة.
-
اطلبي من زوجك دعمًا نفسيًا حقيقيًا وقت الولادة، لأنه يُحدث فرقًا ضخمًا.
🛑 وأخيرًا: لا تخافي من الولادة الطبيعية
الولادة الطبيعية ليست أمرًا مرعبًا.
بل هي لحظة عظيمة، ومليئة بالرحمة، والتوازن، والجمال.
كل ما تحتاجينه أن تثقي بنفسك، وبجسدك، وبالله أولًا، فهو الذي قال:
"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم".
🙏 دعاء أخير:
وأنتِ تقتربين من ولادتك، لا تنسي الدعاء:
-
لنفسك بالسلامة.
-
لوالديك بالرحمة والمغفرة.
-
ولمولودك بأن يكون صالحًا، سليمًا، معافى.